زيارة قبر النبي ﷺ من الأمور التي يُستحب القيام بها في الإسلام مثل زيارة القبور الأخرى للعظة والتذكير بحقيقة الموت الذي هو نهاية كل إنسان، ومع ذلك فإن زيارة قبره ﷺ تتطلب مراعاة بعض الآداب التي التزم بها الصحابة والسلف الصالح وسنوضح ذلك في الفقرات القادمة.
- دعاء السلام على النبي ﷺ في الروضة
السلامُ عليك يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاته السلامُ عليك يا نبيَّ الله، السلامُ عليك يا صفوةَ الله من خلقه، السلامُ عليك يا إمام الأنبياء وخير المرسلين أشهد أنك أديت الأمانة وبلغت الرسالة وجاهدت في سبيل الله حق الجهاد ونصحت الأمة فأديت ما أمرك الله به خير أداء.
- أدعية عند زيارة قبر النبي ﷺ المستجابة
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأشهد أنك يا رسولَ الله أنت محمد بن عبد الله الذي أرسلك الله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين، وأشهد أنك أديت الرسالة ونصحت الأمة وجاهدت في سبيل الله وقمت بأوامر الله حتى جاءك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة فكنت رحيمًا بالمؤمنين قويًا على الكافرين فجعلت لنا من نور هدايتك طريقًا واضحًا.
- دعاء لمن زار المدينة المنورة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واجعل زيارتي لهذه المدينة المباركة سببًا لمغفرتك واكتب لي القبول والتوفيق كما كتبت لأوليائك الصالحين وأهل طاعتك من البركة والخير، واغفر لي تقصيري وارحمني برحمتك الواسعة يا أكرم الأكرمين.
- السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل وسلم عليه واجزه عنا خير ما جزيت نبيًا عن أمته.
آداب زيارة القبر الشريف للنبي محمد
يَجدرُ بالمؤمن قبل زيارة قبر رسول الله ﷺ أن يكون على دراية بآداب الزيارة فهذه الآداب تُشكل الأساس الذي ينبغي الالتزام به لضمان القُرب من السنة النبوية وعدم الوقوع في أي مخالفات شرعية مما يجعل الزيارة مصدرًا للخير والبركة للزائر ولذلك نوضح فيما يلي أهم آداب زيارة القبر النبوي بالتفصيل:
- على الزائر أن يكون مُدركًا أن الهدف الأساسي من زيارته هو أمر شرعي يُقصد به زيارة النبي ﷺ والسلام عليه، إضافة إلى الاتعاظ بالموت والتذكير بالدار الآخرة كما هو الحال عند زيارة أي من مقابر المسلمين وذلك استنادًا لحديث النبي ﷺ: (مَن جاءَني زائرًا لم تَنزِعهُ حاجةٌ إلَّا زِيارَتي كان حقًّا عليَّ أن أكونَ لهُ شَفيعًا يومَ القيامةِ).
- يَجب على المُسلم أن يتجنب البدع والمعتقدات الخاطئة أثناء الزيارة فلا يجوز أن يطلب من النبي ﷺ حاجاتٍ أو يتوسل به أو يعتقد بشفاعته دون إذن الله عز وجل، لأن ذلك يُخالف العقيدة الصحيحة وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: [قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ].
- يَجب أن تكون نية الزائر خالصة لله عز وجل بحيث يكون القصد من السفر هو زيارة المسجد النبوي أحد المساجد الثلاثة التي أوصى النبي ﷺ بشد الرحال إليها وليس بهدف التقرب للنبي ﷺ ذاته.
- عند دخول الروضة الشريفة والتوجه إلى القبر النبوي، يَدخل الزائر من الجهة اليمنى ثُم يخرج من الجهة اليسرى فيبدأ بزيارة قبر النبي ﷺ والسلام عليه ثم قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبعدها قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا وفق ما سار عليه أهل العلم.
أدعية مأثورة لزيارة القبر الشريف للنبي محمد وأبي بكر وعمر
عند زيارة القبر الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لم يرد في الشريعة الإسلامية صيغة دعاء معينة ينبغي التقيّد بها ولكن ما نُقل عن الصحابة هو السلام الذي يُقال عند الدخول إلى الروضة الشريفة وزيارة القبر وهذه الصيغة هي:
- السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك أيها النذير، السلام عليك أيها البشير، السلام عليك يا طاهر، السلام عليك يا مطهَّر، السلام عليك يا نبي الرحمة، السلام عليك يا نبي الهدى، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسول رب العالمين، السلام عليك يا إمام المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك يا أشرف الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغُرِّ المُحَجَّلين، السلام عليك وعلى أهل بيتك وأزواجك وذريتك وأصحابك أجمعين، السلام عليك وعلى جميع الأنبياء والصالحين، جزاك الله يا رسول الله عنا أفضل الجزاء وجعل ما قدمت للأمة شافعًا لنا، وصلى الله عليك كلما تذكرك ذاكر أو غفل عن ذكرك غافل أفضل صلاة وأكمل تسليم كما صلى على أحد من عباده المرسلين.
بعد ذلك يتقدم الشخص خطوة نحو اليمين ليقف عند قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويقول:
- السلام عليك يا خليفة رسول الله رضي الله عنك وأجزل لك المثوبة وجزاك عن أمة محمد خير الجزاء.
ثم ينتقل خطوة أخرى باتجاه قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقول:
- السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك وأحسن إليك كما أحسنت إلى الإسلام وأهله، وجزاك الله عن أمة محمد خير الجزاء.
هذه الصيغة من السلام هي التي ثبتت عن الصحابة عند زيارة القبر الشريف وهي التي أجمع عليها أهل العلم بلا زيادة أو اجتهاد خارج عن ذلك.
مكانة وأهمية زيارة القبر الشريف للنبي محمد في الإسلام
لزيارة القبر الشريف للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- منزلة عظيمة في الإسلام، إذ تُمثل فرصة ثمينة للمسلم كي يُعبر عن محبته للنبي الكريم ويستشعر تعظيم سنته، كما أنها وسيلة لاستمداد البركة والسكينة من النفحات الإيمانية التي تغمر الزائر أثناء وجوده في الروضة الشريفة وعند إلقاء السلام عليه ومن الجوانب المهمة التي يحصل عليها المسلم من زيارته ما يلي:
- السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- والتطلع لنيل شفاعته يوم القيامة فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يشفع لمن يسلم عليه ويزوره مما يمنح المؤمن رجاءً أن يكون ضمن من تشملهم شفاعته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
- الوقوف على حقيقة الموت والتفكر في الدار الآخرة حيث تمنح هذه الزيارة المسلم فرصة للتأمل في مصير كل إنسان فتذكّره بأن الدنيا دار عبور وليست مستقرًا مما يجعله أكثر حرصًا على اغتنام حياته بالأعمال الصالحة وطلب مرضاة الله، وهذا يتجلى في قول الله تعالى: [إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ] فيتولد في قلبه الشعور بالحاجة إلى الاستعداد ليوم الرحيل بكثرة الطاعات.
- إرسال الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تصله بلا شك فقد ثبت في السنة أن هناك ملائكة موكلين بإبلاغه سلام أمته كما ورد في الحديث الذي رواه النسائي وأبو حاتم في صحيحه، ويصل السلام إليه من أي مكان غير أن إلقاء السلام عليه عند قبره يحمل خصوصية عظيمة ويضفي على المسلم شعورًا روحانيًا فريدًا.
أدعية مسنونة عند زيارة القبر الشريف للنبي محمد في المسجد النبوي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) وهذا الحديث يبين مدى فضل هذه المساجد ومكانتها العظيمة في الإسلام ومن ضمنها المسجد النبوي الذي يحتضن الروضة الشريفة وهي من أعظم البقاع فيه لما لها من منزلة كبيرة وأجر عظيم.
الروضة الشريفة من الأماكن التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من العبادة والدعاء فيها وقد ورد عنه في الحديث الشريف (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وهذا دليل على فضل هذا المكان وشرفه فمن يزور المسجد النبوي ويصلي فيه عليه أن يستغل هذه الفرصة الغالية ويحرص على التوجه بالدعاء لأن للدعاء فيه منزلة رفيعة.
- اللهم إني أسألك أن تجعل شفاعة نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منصوصة لي يوم القيامة ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتاك بقلب سليم، وأسألك يا أرحم الراحمين أن تغفر لي وترحمني كما وعدت من جاءك طائعًا وزارك في حياته وبعد وفاته.
- اللهم اجعل نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم أول الشافعين وأكرم السائلين وأفضل الخلق أجمعين برحمتك التي وسعت كل شيء وجودك الذي لا ينقطع، اللهم ارزقني صدق الإيمان وكمال اليقين حتى أؤمن تمامًا أنه لا يصيبني إلا ما كتبته لي وأسألك يا رب العلم النافع والقلب الخاشع واللسان الذاكر والجسد الصابر على البلاء والرزق الطيب الحلال والعمل الصالح الذي لا ترده وتجـارة لا خسارة فيها أبدًا.
- اللهم يا واسع الرحمة ويا غافر الذنوب اشرح صدورنا ونقِّ قلوبنا واغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا وأمِّن خوفنا واختم بالصالحات أعمالنا ، وتقبل زيارتنا لهذا المقام الشريف وردنا إلى أهلنا سالمين غانمين واجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
- اللهم إن هذه الروضة الشريفة من أعظم مواطن رحمتك ومن رياض جنتك التي ذكرها نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقد أكرمتنا ببلوغها ووفقتنا لزيارتها، فنسألك يا الله أن تعيننا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك وأن تجعل هذه الزيارة شاهدًا لنا لا علينا وأن توفقنا دائمًا لاتباع سنة نبيك وتعظيم شأنه والتقرب إليك بمحبته وزيارة قبره الشريف والسلام عليه.
