تُعَد المملكة العربية السعودية واحدة من أقدم وأهم الدول في منطقة الشرق الأوسط إذ تَحظى بمكانة دينية رفيعة لكونها مَهْد النبوة ومَوطن الحرمين الشريفين حيث تحتضن الكعبة المشرفة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الذي يَضم قبر النبي ﷺ ما يجعلها وجهة مقدسة يقصدها ملايين المسلمين من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج والعمرة وهي أيضًا قوة اقتصادية بارزة نظرًا لمكانتها الرائدة في إنتاج النفط وتصدير المنتجات البترولية مما أسهم في تعزيز دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي.
خطبة وطنية حول مكانة المملكة العربية السعودية
الحمدُ للهِ حمدًا يليقُ بجلالهِ وعظيمِ سُلطانه الّذي أكرمَنا بنعمةِ الإيمانِ والتوحيدِ وميزّنا بنعمةِ العقلِ عن سائرِ المخلوقاتِ والصلاةُ والسلامُ على سيّدِ الخلقِ سيّدِنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ نبيّ الرحمةِ والهادي إلى صراطِ اللهِ المستقيم، أمّا بعد.
نتحدّثُ اليومَ عن المملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ أرضِ الخيرِ والعطاءِ والبقعةِ الطّاهرةِ الّتي احتضنتِ نزولَ القرآنِ الكريمِ وشَرفتِ بمبعثِ سيّدِنا محمّدٍ بنِ عبدِ اللهِ خاتمِ الأنبياءِ والرّسلِ عليهِ أفضلُ الصّلاةِ وأتمُّ التّسليم.
المملكةُ هي قِبلةُ المسلمينَ ووجهتُهم الّتي يقصدونها من كلِّ بقاعِ الأرضِ ليجتمعوا على كلمةِ التّوحيدِ ويشهدوا أن لا إلهَ إلّا اللهُ وأنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ مستجيبينَ لنداءِ الحجِّ الأعظمِ الّذي تُشرفُ المملكةُ على تنظيمِه برعايةٍ واهتمامٍ لتقديمِ أفضلِ الخدماتِ لضيوفِ الرّحمنِ وهذا شرفٌ عظيمٌ لا تُدانيه أيُّ منزلةٍ أخرى.
كلمة موجزة عن المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية كانت تُعرف في العصور القديمة بجزيرة العرب ثم صار يُطلق عليها لاحقًا الحجاز واليوم تُعد واحدة من أكبر الدول العربية والإسلامية مساحةً وتأثيرًا. المملكة تمتلك موقعًا جغرافيًا فريدًا فهي تتوسط قارات العالم القديم وتتمركز في قلب آسيا محاطة بالخليج العربي وبحر العرب وهذا الموقع منحها دورًا محوريًا في مجالات السياسة والاقتصاد والدين ما جعلها تتمتع بثقلٍ كبير على المستوى الدولي.
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تُكنّ حبًا عظيمًا لمكة وهذا يتجلى في ما أورده الأزرقي في أخبار مكة عن ابن شهاب حيث جاء أن أصيل الغفاري زارها رضي الله عنها قبل فرض الحجاب على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. فسألت عائشة أصيل قائلة: كيف وجدت مكة بعد رحيلنا عنها؟
فأجابها: صارت أرضها أكثر خضرة ورمالها ازدادت إشراقًا فقالت له انتظر حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه الصلاة والسلام سأل أصيل نفس السؤال. فقال أصيل: يا رسول الله مكة أضحت أكثر نضارة ورمالها ازدادت بهاءً وأشجارها نمت واخضرت فعلق النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: حسبك يا أصيل لا تهيّج علينا الأشجان.
وقد نُقلت هذه الرواية أيضًا في كتاب “المخزون في علم الحديث” لأبي الفتح الأزدي كما أوردها ابن ماكولا في كتابه “الإكمال” مع رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ويها يا أصيل دع القلوب تثبت في أماكنها”.
خطبة مختصرة حول المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية تُعد دولة عربية إسلامية تتمتع بكامل سيادتها على أراضيها وتستخدم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دستورًا لها كما تُعد اللغة العربية من أهم السمات التي ميزت هُويتها عبر العصور.
تميزت أرض الجزيرة العربية، الاسم الذي عُرفت به المملكة قديمًا، بفصاحة سكانها وإتقانهم للغة العربية إلى جانب براعتهم الفريدة في الشعر والنثر الأمر الذي جعل شعراؤها يتألقون في نظم الأبيات سواء لأغراض سياسية أو دينية وقد حفلت كتب التاريخ بأمثلة لا تُحصى تعكس حب أبناء المملكة لوطنهم وفصاحتهم ومن أبرزها الأبيات التالية:
أنا السّعودي رايتي رمز الإسلام.
و أنا العرب واصل العروبة بلادي.
و أنا سليل المجد من بدأ الأيام.
الناس تشهد لي و يشهد جهادي.
دستوري القرآن قانون و نظام وسنة نبي الله لنا خير هادي امشي على الدّنيا و أنا رافع الهام.
وافخر على العالم وانا أجني حصادي إذا تأخّر بعضهم رحت قدّام و إذا توارى خايفٍ قمت بادي.
إن جيت ساحات الوغَى صرت قدّام وان صرت بلْحالي فلانيب عادَي.
و أظهر على غيري إذا صرت بزْحام عقيد قومٍ بالطّبيعة ريادي.
خطبة موجزة للغاية عن المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية هي مهد الرسالة الإسلامية فهي الأرض التي شهدت نزول الوحي والمكان الذي انطلقت منه الدعوة لتضيء العالم بنور الإسلام وإذا تأملنا في سيرة نبينا ﷺ نجد أن حب الوطن متجذر في القلب فحينما أُجبر على مغادرة مكة المكرمة متجهًا إلى المدينة المنورة كان الألم يعتصره لفراقها ولم يكن يرغب في تركها أبدًا.
وهذا الحديث الشريف يؤكد أن حب الوطن فطرة مغروسة في النفوس والنبي ﷺ وهو قدوتنا أرشدنا إلى أهمية التعلق بالوطن والولاء له لأن ذلك جزء من الإيمان وحينما غادر مكة بقلب يملؤه الشوق إليها جاءه الوحي بآية تبث في روحه الطمأنينة وتعده بأن العودة حتمية بأمر الله.
وكان ذلك أثناء سيره نحو المدينة المنورة وفي هذه الآية وعد إلهي يؤكد أن هذا الوداع ليس نهائيًا وأن الصبر سيؤتي ثماره وأن الرجوع إلى مكة سيكون بعز وتمكين وهذا درس عظيم في التمسك بالأرض والثبات أمام الصعوبات لأن حب الأوطان لا يتلاشى بل يزداد قوة مع الأيام.
خطبة عن الدور الريادي للمملكة العربية السعودية
المملكة العربيّة السُّعوديّة بلغت مَرتبة لا تُضاهى بين دول المنطقة بل وحتى العالم بعد مسيرة ممتدة من البناء والتطوير القائم على رؤى متينة وخطط طويلة الأمد نُفّذت بعناية وتفانٍ شديدين إذ انعكس هذا النمو في كل جانب من جوانب الحياة مما غيّر شكل المعيشة في الداخل السعودي تغيّرًا جذريًا خصوصًا خلال العقدين الماضيين حيث ارتفع مستوى دخل الفرد وتحسنت نوعيّة الحياة بصورةٍ لامست المواطن في شتى المجالات.
وفي هذه المُدة شهدت البلاد تسارعًا اقتصاديًا غير مسبوق جعلها عضوًا فاعلًا ومؤثرًا في الاقتصاد العالمي فقد تبوأت السعودية مكانة استراتيجية على مستوى الأسواق الدولية وأصبحت من بين أبرز الدول التي لها كلمة وقرار في تحديد شكل السياسات الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على حركة الاقتصاد العالمي.
اليوم تسجّل المملكة حضورًا لافتًا على كل منصات العالم الاقتصادية والسياسية باعتبارها قوة يُعتد بها في كل المحافل الدولية تمتلك رؤية واضحة وصوت مسموع يعبّر عن مواقفها ويُدافع عن مصالحها ويُظهر استقلال قرارها السياسي والاقتصادي ومما لا شك فيه أن هذا الثقل يضعها في مصاف الدول الكبرى التي ينبغي احترامها والتعامل معها بنديّة.
وعند الحديث عن الشّعب السّعودي فإنه نموذج في الأصالة والقيم النبيلة المأخوذة من سُنّة النبيّ الكريم ﷺ وسير الصحابة رضي الله عنهم وتنشئته على مبادئ الحق والتضحية جعلته شعبًا يحمل من الصفات ما يجعله أهلًا للثقة والقيادة وتحقيق الإنجازات والانتماء في السعودية ليس مجرّد شعور بل هو التزام عملي وولاء صادق يحمل معاني الوفاء والدفاع عن الدين والمقدّسات ويجسّد الهُوية الإسلامية على أرض الواقع بأبهى الصور.
ومن منطلق هذا الانتماء فإن أبناء هذا الوطن يُدركون تمامًا أن رفعة المملكة وسمعتها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع ومن واجب كل فرد أن يسهم في بناء هذه الصورة الزاهية وأن يُظهر للعالم أجمع وجه المملكة المشرق من خلال التفوق بالعلم والإخلاص بالعمل والتعاون مع القيادة فيما يخدم حاضر الوطن ويضمن مستقبله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتلك الكلمات تُعبّر بإيجاز عن مكانة المملكة العربية السعودية المستحقة بين الأمم فإن كان لدى أحد منكم إضافة أو تعليق فنُرحب به في التعليقات أدناه.